أحدث الأخبار
عاجل

منزل عمي عيسى بلروي بسيدي عامر رمن للتكافل والتضامن الاجتماعي

+ = -
ربما منعك ليعطيك ..
قبل بضعة أشهر ، كان سكان سيدي عامر يترقبون قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي. كانت الأنظار تترقب بشغف، والقلوب تلهج بالدعاء، على أمل أن تكون الأسماء المنشورة تحمل لها الفرحة المنتظرة. وبين تلك القلوب، كان قلب عمي عيسى بلروي، رجلٌ فقير طاعن في السن، حينما رأى القوائم، خاب أمله. اسمه لم يكن من ضمن المستفيدين.
فرغم حاجته الماسة إلى سكن لائق، وكونه من أولى الناس بالحصول على مسكنٍ جديد، إلا أن اسمه لم يُدرج في القائمة. شعر عمي عيسى بمرارة الخيبة، وكأن سنوات عمره أضحت هباءً. إلا أن حزن عمي عيسى لم يدم طويلًا، لأن نبأ عدم حصوله على السكن سرعان ما انتشر بين شباب سيدي عامر.
هؤلاء الشباب، الذين نشأوا على القيم النبيلة وعلى احترام الكبار، لم يقفوا مكتوفي الأيدي. في تلك اللحظة، توحدت قلوبهم وعزموا على تغيير هذا الواقع. في غضون ساعات قليلة، أطلقوا حملة لجمع التبرعات، هدفها النبيل هو شراء منزل لعمي عيسى.
وبسرعة البرق، انتشرت الحملة، فالكل أراد أن يشارك في هذه المبادرة الإنسانية. خلال يومين فقط، نجح الشباب بقيادة الرائد ” مرزوڨ محمد ” في جمع المبلغ اللازم، وتمكنوا من شراء منزل جديد لعمي عيسى، وهو المنزل الذي يظهر في الصورة.
ما حدث في سيدي عامر كان أكثر من مجرد حملة تبرعات؛ كان تجسيدًا لروح التضامن الاجتماعي بين الناس، وتأكيدًا على أن القيم النبيلة لا تزال حاضرة بقوة في قلوب أبناء سيدي عامر. لقد أثبتت هذه القصة أن التكافل بين الأفراد يمكن أن يصنع الفارق، وأن المجتمع يستطيع أن يعوض ما تفقده القوانين واللوائح.
في هذا الفعل الجماعي النبيل، ظهر الوجه الجميل للمجتمع الجزائري، وجه التضامن والإيثار، حيث لم تُترك حاجة عمي عيسى تمر دون استجابة، ولم يُترك في عزلته يُكابد وحده. بل تلاحم الجميع ليمنحوه حقه الإنساني في العيش الكريم، وليكون هذا العمل النبيل رسالة للأجيال القادمة عن أهمية التكاتف والعطاء، مهما كانت الظروف.
كتبه : سعيد النعمي

الوسم


أترك تعليق