مقدمة
عاشت مدينة بوسعادة، كغيرها من المدن الجزائرية، تحت وطأة الاستعمار الفرنسي الذي دام أكثر من 130 سنة، شهدت خلالها تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية عميقة. ورغم قساوة الظروف، احتفظت المدينة بجزء من روحها وهويتها، في ظل محاولات الطمس والتغريب.
مظاهر الحياة اليومية
العمل والمعيشة
كان السكان المحليون يعتمدون على الزراعة التقليدية ورعي الماشية كمصدر رزق رئيسي، رغم تضييق السلطات الاستعمارية عليهم في الموارد، وفرض الضرائب الجائرة. كان الفلاحون يعانون من الاستحواذ على الأراضي الخصبة من قبل المعمّرين الأوروبيين.
الأسواق والحرف
استمرت الأسواق الأسبوعية الشعبية، رغم السيطرة الاستعمارية على النشاط التجاري، حيث حافظت على طابعها التقليدي، وكان التجار المحليون يبيعون منتجاتهم من التمر، الصوف، الفخار، والأدوات اليدوية.
الدين والتعليم
تعرضت المدارس القرآنية والمساجد للتضييق، وجرى تشجيع التعليم الفرنسي الاستعماري الذي حاول فرض الثقافة الفرنسية. ومع ذلك، ظل الزوايا والكتاتيب صامدين في تعليم القرآن والقيم الإسلامية، وكانوا يشكلون مراكز للمقاومة الثقافية.
اللباس والعادات
رغم محاولات الفرنسيين فرض نمط حياة غربي، حافظ السكان على تقاليدهم في اللباس كالجلباب والبرنوس، والاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية في الخفاء أحيانًا، كنوع من المقاومة الرمزية.
المقاومة الصامتة
شكلت الحياة اليومية في حد ذاتها شكلاً من أشكال المقاومة، حيث رفض السكان التخلي عن لغتهم ودينهم وهويتهم. وبرزت من بوسعادة شخصيات وطنية ومجاهدون شاركوا في الكفاح التحرري، رغم مراقبة الفرنسيين وتحركاتهم القمعية.
مصادر:
الأرشيف الفرنسي لمستعمرات شمال إفريقيا.
شهادات من كتابات المجاهدين والمعمرين.
مقابلات مع شيوخ المدينة ضمن سلسلة “بوسعادة السعيدة”.
“الجزائر في عهد الاستعمار” – عبد الله العروي.
وثائق محفوظة في الزاوية العثمانية ببوسعادة.