أحدث الأخبار
عاجل

💢 الأدب الثوري وسيلة كفاح .. الباحث الأستاذ سعيد النعمي

+ = -

💢 الأدب الثوري وسيلة كفاح
✍️ بوسعادة أنفو | ملف الذاكرة الشعبية والمقاومة

🟫 مقدمة
في مسار الذاكرة الشعبية الجزائرية، لم يكن السلاح وحده من قاوم الاستعمار، بل سطّرت الكلمة الشعبية بدورها أعظم ملاحم النضال. كان الشعر الشعبي، وخاصة الملحون، أحد الأوعية التي حفظت التاريخ الشفهي للمقاومة، ونقلت صوت القرى والمداشر، ودوّنت الملاحم بمفردات بسيطة وعميقة.

وفي هذا الإطار، أعدّ الباحث سعيد النعمي دراسة قيّمة تناول فيها نماذج من أدب المقاومة الشعبية في منطقة بوسعادة، حيث كشف عن قصائد شعبية نادرة وثّقت مواجهات حقيقية ضد الاحتلال الفرنسي، جسّدت البطولة في قالب شعري نابض بالحياة.

🟫 المحاور الأساسية للدراسة:
🔸 عن أهمية الأدب الشعبي كمرآة للمقاومة
يشير الباحث إلى أن الشعر الشعبي لم يكن مجرّد تعبير وجداني، بل لعب دورًا سياسيًا وثقافيًا في التحريض والتوعية، وتوثيق الأحداث من منظور شعبي، بعيدًا عن الرواية الرسمية.

🔸 حول نموذج المرأة المقاومة في الشعر الشعبي
ومن أبرز ما تطرقت إليه الدراسة، قصيدة “هاذ النار قدات بالجمعة بذات”، التي تصف بطولة لالة فاطمة بنت سيدي التواتي سنة 1847.
يؤكد الباحث أن هذه القصيدة تعدّ من النصوص النادرة التي تُبرز دور المرأة في مقاومة الاستعمار، خاصة في منطقة بوسعادة، حيث تحولت لالة فاطمة إلى رمز شعبي للبطولة.

🔸 عن شخصية سيدي أحمد بن البكاي ومعركة المطاريح
يشير الباحث إلى أن بعض المقاطع الشعرية المتداولة في الذاكرة المحلية، تحدثت عن معركة المطاريح بتاريخ 12 جوان 1849، والتي قادها سيدي أحمد بن البكاي.
ويبرز أن الشعر في هذه الحالة لم يقتصر على سرد الحدث، بل منح البكاي هالة دينية وروحية، وصوّره قائدًا ملهمًا للمجاهدين.

🔸 حول قصيدة “معتا قصة بوبريط نهار العيد”
يتوقف الباحث عند هذه القصيدة للشاعر سيدي امحمد بن غزال، والتي وثّقت معركة أولاد عامر ضد الملازم الفرنسي بوبريتر يوم 26 أكتوبر 1849.
ويؤكد أن القصيدة حملت بعدًا دراميًا مؤلمًا، إذ ارتبطت الواقعة بيوم العيد، ما ضاعف وقعها النفسي في الوجدان الشعبي.

🔸 عن القصيدة النقدية “نافقنا ونفاقنا ماهو قمنه”
يتناول الباحث هذه القصيدة للشاعر أحمد بن دلة العامري، والتي تتحدث عن مجزرة عين ملكوف يوم 7 أكتوبر 1864.
يبرز فيها الشاعر نقدًا واضحًا لبعض المواقف السلبية في المجتمع، ويُحمّل النخبة مسؤولية التخاذل، بأسلوب شعبي حاد ومباشر.

🔸 حول أهمية هذا الأدب اليوم
يشير الباحث إلى أن هذه النصوص لا تقتصر على الجانب الفني، بل تحمل قيمة وثائقية كبيرة، إذ تحفظ أحداثًا ومواقف لم توثقها المصادر المكتوبة.
كما يرى أنها تعزز من حضور الذاكرة الجماعية، وتدعو إلى إعادة قراءتها كجزء من التاريخ الوطني غير الرسمي.

🟫 خاتمة
يعكس هذا العمل البحثي الجهد المبذول في استرجاع صوت الشعب من خلال الشعر، ويؤكد أن مناطق مثل بوسعادة زاخرة بمواد أرشيفية شفوية تحتاج إلى تثمين وعناية.
وتبقى هذه النماذج الشعرية خير دليل على أن الكلمة كانت سلاحًا بيد المقاوم، ووسيلة لزرع الوعي، وحفظ التاريخ، وبناء الانتماء.

📌 المصدر:
الباحث الأستاذ سعيد النعمي
📆 جويلية 2025
📂 قسم: الأدب الشعبي – الذاكرة الوطنية
✍️ إعداد: بوسعادة أنفو

🟫 مختارات من القصائد الشعبية التي وثّقت المقاومة في بوسعادة
🔻 1. من قصيدة: “هاذ النار قدّات بالجمعة بذات”
📍 حول لالة فاطمة بنت سيدي التواتي – 1847
هاذ النار قدّات بالجمعة بذات

واشتعلت في حضرة سيدي التواتي
لالة فاطمة شدّت الحصان وثبّتت
قالت: نموت ولا نرضى بالذلّ آتي

🔻 2. مقاطع حول سيدي أحمد بن البكاي – معركة المطاريح 12 جوان 1849
قالوا بن البكاي حضّر ولاد الدرب

بكلمة حق والعين ما تغرب
في مطاريح وقف، ما مال لا هرب
مات راجل وخلّى للعرب النسب

🔻 3. من قصيدة: “معتا قصة بوبريط نهار العيد”
📍 للشاعر سيدي امحمد بن غزال – معركة أولاد عامر 26 أكتوبر 1849
معتا يا عيد بكيت وما فرّحتنا

بوبريط جا بجيش وذبح خيّتنا
أولاد عامر واقفين ما ولّوا منا
وسيدي امحمد يقول: الموت كرامتنا

🔻 4. من قصيدة: “نافقنا ونفاقنا ماهو قمنه”
📍 للشاعر أحمد بن دلة العامري – مجزرة عين ملكوف 7 أكتوبر 1864

نافقنا ونفاقنا ماهو قمنه

الحق ضاع وين العقل ما وزنه
في عين ملكوف سال الدم وغبنّه
والخاين لي خذلنا، واش ضنّه؟

📌 هذه المقاطع تم توثيقها اعتمادًا على روايات شفوية متداولة ومخطوطات محلية محفوظة عند بعض العائلات، وهي جزء من أرشيف ثقافي شفهي ثمين يحتاج إلى الجمع والتدوين.

✍️ إعداد: التحرير
📆 جويلية 2025
📂 قسم: التراث الشعبي والمقاومة الوطنية
Benguettaf Ahmed
بوسعادة أنفو

 

الوسم


أترك تعليق