يقف فندق الصحراء في قلب مدينة بوسعادة، شامخًا في موقع استراتيجي محاذٍ لمسجد بلحطاب ومحكمة المدينة، على مرمى خطوات من فندق ترانزات (كردادة حاليًا) وسوق الصناعات التقليدية، وسط منطقة كانت وما تزال مركزًا حيويًا وتاريخيًا وسياحيًا بامتياز.
شُيّد هذا المعلم خلال الحقبة الاستعمارية بطابع معماري يمزج بين الطراز الأوروبي وروح الواحة، وكان يحتضن السياح والفنانين والمسافرين القادمين إلى بوسعادة من مختلف جهات الوطن والعالم. لسنوات عديدة، كان فندق الصحراء واجهة راقية تعكس جمال المدينة ورقيّها العمراني.
لكنّ الزمان دار، وأصاب المعلم ما أصاب كثيرًا من موروثنا المعماري: تآكل في الجدران، تشققات في السقف، محيط مهمل، وتراجع كبير في العناية والصيانة. رغم زيارات سابقة ووعود لإعادة ترميمه، لا يزال هذا المبنى التاريخي يعاني التهميش، في انتظار مشروع يعيده إلى الحياة.
الموقع المثالي للفندق، وسط شبكة سياحية تشمل طريق الواحة وسوق الصناعات التقليدية، يجعله مرشحًا ليكون ركيزةً أساسية ضمن مشروع الطريق السياحي الذي تتطلع إليه المدينة. فالمكان لا ينقصه إلا الإرادة والدعم لإعادة بعثه بروح معاصرة تحفظ ذاكرته وتفتح آفاقًا جديدة للسياحة والاستثمار المحلي.
الصورة الحالية للمبنى تُظهر حجمه المعماري المميز ووضعه الميداني، وتُعدّ دعوة مفتوحة لإعادة النظر في هذا الإرث الغالي.
بوسعادة أنفوجويلية 2025
