أحدث الأخبار
عاجل

بوسعادة… النبض السهبي بين الماضي والحاضر

+ = -

في قلب الجزائر، بين أحضان السهوب الدافئة وتقاطعات الطرق التاريخية، تتربّع بوسعادة، المدينة التي توازن بين الواحة والحَجَر، بين الشعر والمقاومة، وبين عبق الماضي ونبض الحاضر.
هي ليست مجرد بلدية، بل روح متجددة تسعى، اليوم، كـولاية منتدبة، لأن تستعيد مكانتها التاريخية وتستوفي حقها في التنمية والقرار.


🌍 الموقع الجغرافي والموقع الإستراتيجي

تقع بوسعادة جنوب ولاية المسيلة، وتشكّل بوابة العبور إلى الصحراء. يحدّها من الشمال بلديات المسيلة والمعاريف، ومن الجنوب أولاد سيدي إبراهيم والخبانة، ومن الشرق عين الملح، ومن الغرب جبل بوكحيل ومناطق الجلفة.

ترتفع بوسعادة عن سطح البحر بحوالي 600 متر، وتتمتع بمناخ شبه صحراوي معتدل، يجعلها قبلة للسياحة الشتوية والربيعية.


🛣️ بوابة بين الشمال والجنوب

لطالما اعتُبرت بوسعادة ملتقى للقوافل، ومعبرًا حيويًا بين شمال الجزائر الصناعي وجنوبه الصحراوي الغني.
يمر بها الطريق الوطني رقم 8 و11، مما يجعلها نقطة وصل استراتيجية، ومؤهلة لتكون مركزًا لوجيستيًا وتنمويًا فاعلًا في المستقبل.


🏘️ النسيج العمراني: بين القديم والجديد

  • المدينة القديمة: تحافظ على طابعها المعماري التقليدي، بزواياها ومساجدها وأزقتها الضيقة.

  • المدينة الحديثة: تضم أحياءً جديدة مثل حي النصر، طريق الهضاب، وحي 1044 سكن، تعكس التوسع الديمغرافي والعمراني.

  • الضواحي والأرياف: تحيط بها مناطق فلاحية شاسعة، تشتهر بالنخيل، والكروم، والحبوب، وبيوت الطين التي تصارع البقاء.


🧑‍🤝‍🧑 السكان والهوية

يُقدّر عدد سكان بوسعادة بأكثر من 200 ألف نسمة، يتوزعون بين المدينة والبلديات المجاورة كأولاد سيدي إبراهيم والهامل.
ويتكوّن نسيجها الاجتماعي من عائلات عريقة، متجذرة في الأرض والتاريخ، إلى جانب توافد مستمر من أبناء ولايات أخرى بفعل موقعها الجغرافي ومكانتها الروحية.


💼 الإطار الإداري والوظيفي

  • الولاية: تابعة إدارياً لولاية المسيلة، لكنها حاليًا مصنّفة كـولاية منتدبة منذ التقسيم الإداري الأخير.

  • تضمّ عددًا من البلديات أهمها:

    • بلدية بوسعادة (المركز)

    • بلدية أولاد سيدي إبراهيم

    • بلدية الهامل

    • بلدية ولتام

  • تتوفر على هياكل إدارية وتعليمية وصحية وثقافية، لكنها لا تزال تطمح إلى تعزيز اللامركزية ومنح صلاحيات أوسع.


🌿 بوسعادة: الواحة التي لا تموت

الواحة ليست مجرد مساحة خضراء، بل شريان حياة وهوية.
من نخيلها، تشرب المدينة ذاكرتها، ومن مجراها التاريخي (وادي بوسعادة)، تغتسل الأرواح والمشاهد.
رغم التهديدات البيئية، تبقى الواحة من أبرز معالم المدينة الطبيعية.


🕌 بين الروح والتاريخ

بوسعادة مدينة ذات طابع روحاني خاص:

  • الزاوية العثمانية

  • زاوية الهامل

  • مقام سيدي ثامر
    كلها شواهد على تراث ديني وعلمي، شكّل وجدان سكان المدينة، وامتد تأثيره إلى مختلف أنحاء البلاد.


🎨 الفن والجمال

لا تُذكر بوسعادة دون أن يُذكر اسم الرسّام الفرنسي الذي أسلم ودفن فيها: ناصر الدين دينيه.
مدينة الفن التشكيلي والعدسة الفوتوغرافية، والمسرح الشعبي، ومهرجانات الإنشاد، وأغاني “البدوي” و”العروبي”.


📚 المراجع:

  • الخرائط الرسمية لولاية المسيلة

  • إحصائيات الديوان الوطني للسكان

  • أرشيف بلدية بوسعادة

  • شهادات ميدانية من سكان المدينة

  • مقالات منشورة في جريدة “المجاهد” و”الشعب”

الوسم


أترك تعليق