أحدث الأخبار
عاجل

الصورة تتكلم … ساحة الشهداء ببوسعادة… ذاكرة المكان والرجال

+ = -
🗂️ قسم: الموسوعة الرقمية – بوسعادة أنفو
في عمق هذه الصورة التاريخية، الملتقطة خلال فترة الاستعمار الفرنسي، تظهر إحدى الزوايا الأصيلة من ساحة الشهداء بقلب مدينة بوسعادة. تعتبر هذه الساحة من أقدم وأشهر الساحات العمومية في المدينة، لما تحمله من رمزية حضارية وتاريخية.
تحت ظل شجرة وارفة، وأمام أقواس حجرية عتيقة، يجتمع شيوخ بوسعادة في جلسة هادئة، يتبادلون أطراف الحديث ويمارسون لعبة “الدامة”، وهي لعبة تقليدية شعبية متجذرة في الذاكرة الجماعية. تُلعب “الدامة” على طاولة خشبية بسيطة، وتعتمد على الذكاء والمراوغة في تحريك الأحجار، وهي بذلك مرآة لعادات الأسواق والمقاهي القديمة التي شكلت نواة الحياة الاجتماعية الجزائرية.
إلى جانبها، كان يُمارس أيضًا ما يُعرف بـ”لعبة السيق” أو “السڨ”، وهي الأخرى لعبة مغاربية تقليدية، تُمارس في الساحات العامة وتعكس الطابع الجماعي والترفيهي لحياة الناس في ذلك الزمان.
🏫 معالم محيطة بالصورة:
في خلفية المشهد، يبرز المكان المحاذي لما يعرف اليوم بـمتوسطة سيدي ثامر، إحدى أعرق المؤسسات التعليمية ببوسعادة، والتي تتشرف بكونها احتضنت على مقاعدها اسمًا بارزًا في تاريخ الجزائر: الرئيس محمد بوضياف.
🕰️ دلالة الصورة:
ليست الصورة مجرد مشهد يومي في ظل الاحتلال، بل هي توثيق حي لروح المجتمع البوسعادي الذي واجه الاستعمار بالحفاظ على عاداته وتقاليده. فبين لعب الشيوخ وحديثهم، كانت تُصان هوية المكان، وتُبنى روابط الجماعة، في زمن كان التمسك بالتقاليد مقاومة ثقافية بحد ذاتها.
> ساحة الشهداء اليوم، التي احتضنت في الماضي جلسات الشيوخ والدامة، أصبحت اليوم فضاءً عامًا يحمل عبق الذاكرة، ومعلَمًا يخلّد التحوّل من الاستعمار إلى الحرية، ومن الركود إلى النهضة.
✍️ إعداد: فريق الموسوعة الرقمية – بوسعادة أنفو
📷 الصورة من أرشيف المدينة
بوسعادة أنفو
Benguettaf Ahmed

الوسم


أترك تعليق