في هذه الصورة النادرة، نُشاهد مشهدًا من الواجهة الأمامية لحمّام طيبي بمنطقة السطيح في بوسعادة، حيث يظهر فرنَان تقليديان مبنيان من الطين والحجارة، يقفان في عزلة صامتة وسط الوادي الجاف. هذه المعالم البسيطة كانت جزءًا من الحياة اليومية لأهالي المنطقة، تُستخدم للخبز وصناعة الكسرة، وتشكل شاهدًا حيًا على بساطة العيش وروح التضامن المجتمعي.
الخلفية تفتح على بساتين النخيل والخُضرة التي تحاذي جدار السقي الممتد على طول ضفة وادي بوسعادة. وراء ذلك، ترتفع بيوت قديمة متواضعة تحتضنها تضاريس جبلية قاحلة، تتدرج في تباين لوني رائع بين الأخضر والذهبي والبني. المشهد يعكس التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، ويجسد الطابع المعماري والمجالي للمدينة في زمن لم تغزُه بعد الحداثة الصاخبة.
نشر هذه الصورة يهدف إلى توثيق أحد مظاهر الحياة التقليدية في بوسعادة، التي توشك على الزوال مع تغيّر نمط العيش وغياب الترميم. كما يبرز جمال العمارة الطينية البسيطة التي أثثت يوميات السكان، ويحيي الذاكرة البصرية لمكان ما زال يحتفظ بملامح الماضي رغم التغيرات الحاصلة. إنها أيضًا دعوة لحماية هذه المعالم من النسيان، واستعادة قيمتها ضمن الوعي الجمعي لأهل المدينة.
الصورة مأخوذة من أرشيف محلي في موقع السطيح أمام حمام طيبي، على ضفاف واد بوسعادة.