في هذه الصورة النادرة، الملتقطة في سبعينيات القرن الماضي، نُطلّ على أحد أعرق أحياء مدينة بوسعادة: حي لومامين، بمنازله الطينية، وأزقّته المنحدرة نحو الذاكرة.
عن يسار الصورة، يبرز مسجد حي لومامين، أحد أقدم المساجد في المدينة، يعود تاريخه إلى أكثر من سبعة قرون، شامخًا كحارس للروح والسكينة. أما الجهة المقابلة، فتُظهر برج الساعة المعروف محليًا بـ”حصن كافينياك”، والذي كان يشرف على مداخل المدينة ويضبط نبض الزمن لساكنيها.
إلى اليمين، يمكننا تمييز منزل الرسام الفرنسي إتيان ديني (Étienne Dinet)، الذي أسلم لاحقًا واتخذ اسم ناصر الدين ديني، واتخذ من بوسعادة ملاذًا روحيًا وفنيًا، فجسّد في لوحاته ملامح الجزائر العميقة.
ويمتد الطريق الظاهر بالصورة في اتجاه فندق القائد (Hôtel du Caïd)، أحد رموز الضيافة والسياحة في بوسعادة خلال الحقبة الكولونيالية وما بعدها.
الصورة وثيقة بصرية حية من أرشيف الذاكرة البوسعادية، تحفظ جزءًا من تفاصيل المكان وتحوّلاته العمرانية والثقافية.
بوسعادة أنفو