في مدينةٍ كلّ حجرٍ فيها يحكي حكاية، لا يمكن أن تُذكر بوسعادة دون أن تتداعى في الذاكرة صور معالمها العتيقة، الباقية كأصداء من الماضي، وكنوز تُروى لا تُهدم.
من القصور والمآثر الإسلامية، إلى الزوايا والمساجد، ومن الأضرحة إلى الأبنية ذات الطابع الكولونيالي، تنبض بوسعادة بمعمارٍ يوثّق فصولًا من مجدها الديني، الحضاري، والثقافي.
🏰 قصر فيريرو… بين الفن والسياسة
يُعدّ قصر فيريرو من أبرز معالم بوسعادة، وقد أنشأه المستعمر الفرنسي في أوائل القرن العشرين كإقامة صيفية لحكام المقاطعة.
تميّز ببنائه الحجري وأقواسه المعمارية المستوحاة من الطراز الأندلسي.
وبعد الاستقلال، تحوّل القصر إلى رمز للاسترجاع واستعادة السيادة، رغم ما طال بنيته من إهمال.
🕌 الزوايا… منارات الروح والعلم
-
الزاوية العثمانية: من أقدم الزوايا في المدينة، خرّجت أجيالًا من الحفّاظ والعلماء، وكانت معقلًا للتربية الإسلامية والمقاومة الثقافية.
-
زاوية الهامل: وإن كانت تقع إداريًا خارج المركز، إلا أنها امتداد روحي وثقافي لبوسعادة، تستقطب المريدين والباحثين من داخل الوطن وخارجه.
🕋 المساجد القديمة… حين تلتقي البساطة بالجلال
-
مسجد السوق: يقع وسط المدينة القديمة، ويُعدّ من أقدم المساجد التي ظلّت تؤدي دورًا دينيًا واجتماعيًا منذ العهد العثماني.
-
مسجد سيدي ثامر: جزء من مركب الزاوية العثمانية، يحمل طابعًا صوفيًا ويمثل قلب المدينة الروحي.
🪦 الأضرحة والمقامات… الذاكرة الحية
-
مقام سيدي ثامر: أحد الأولياء المشهورين في المنطقة، يُزار بشكل دوري ويُعدّ مقصدًا للتبرك والتأمل.
-
مقام سيدي سليمان: يقع أعلى الهضبة، ويمنح الزائر إطلالة بانورامية على المدينة.
هذه الأضرحة ليست فقط معالم دينية، بل شواهد على المعتقدات الشعبية وتقاليد المجتمع المحلي.
🏛️ العمارة الكولونيالية… عندما يتكلّم الحجر بلغة الاحتلال
تحتفظ بعض الأبنية وسط المدينة بطابعها الكولونيالي الموروث من الاحتلال الفرنسي:
🌄 المعالم الطبيعية المتقاطعة مع التاريخ
لا يمكن فصل المعالم المعمارية عن السياق الطبيعي الذي يحيط بها:
-
وادي بوسعادة يمر بجوار الزاوية العثمانية
-
الهضبة الغربية تحيط بالقصبة القديمة
-
جبل بوكحيل في الأفق، يحكي قصص المقاومة والثوار
📚 المراجع:
-
أرشيف بلدية بوسعادة
-
مقابلات مع أئمة وأساتذة محليين
-
كتاب “الزوايا في الجزائر” – وزارة الشؤون الدينية
-
صور ومخطوطات محفوظة في المتحف المحلي
-
تقارير تراثية في جريدة “الشعب” و”المجاهد”